أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
الثاني: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تُحصل العلم.
الثالث: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
الرابع: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائه فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به... وكل هذا داخل في قوله تعالى: }وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا{ [الفرقان: 30].
وكذلك الحرج الذي في الصدور منه، فإنه تارة يكون حرجًا من إنزاله وكونه حقًّا من عند الله، وتارة يكون من جهة المتكلم به أو كونه مخلوقًا من بعض مخلوقاته.
اللهم غيره إن تكلم به، وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات أو الآراء أو السياسات، وتارة يكون من جهة دلالته وما أريد به حقائقه المفهومة منه عن الخطاب، وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرارة، فهي ثابتة في نفس الأمر أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة... فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدروهم.. ولا تجد مبتدعًا قط إلا وفي قلبه خرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته، فتدبر هذا المعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء ([1]).
0 التعليق:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.