خصومات نظافة المساجد 50% من النسر الماهر 0538555990

خصومات نظافة المساجد 50% من النسر الماهر 0538555990
اتصل الآن اتصل بنا خصم 50% وما من أعظم الخدمات في العمل على تنظيف بيوت الله ونحن لنا الشرف في القيام بتلك الخدمة العظيمة

عن الموقع

الإسلام دين الوسطية "وكذلك جعلناكم أمة وسطا " هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط

خصم 50% على نظافة المساجد

بيان بعض القصص المكذوبة للشيخ عائض القرني

قصة علي بن أبي طالب والشمس


القصة الأولى: ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان معه علي بن أبي طالب -وهذه القصة مشهورة بين الناس- فنام علي عن صلاة العصر حتى غربت الشمس، فاستيقظ فسأل الله أن يرد الشمس عليه فردها الله، فصلى العصر.

ذكر هذه القصة البغوي وأمثاله، وقال ابن تيمية : لا تصح، والبغوي ليس محققاً في الآثار ولا مصححاً في الأسانيد، وقال ابن كثير : الذي يروي هذه القصة كمثل ما قال الأول:

إن كنت أدري فعلي بدنه من كثرة التخليط أني من أنا
وهذه القصة منتشرة عند طوائف من الناس وهي كذب، فإن الله لم يردها عليه، بل صح عنه عليه الصلاة والسلام أن الله لم يرد الشمس إلا ليوشع، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام.

فإن يوشع أراد أن يقاتل الكفار، فأوشكت الشمس أن تغيب، وقد وعده الله أن ينصره قبل أن تغيب الشمس، فالتفت إلى الشمس قال: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ فحبسها الله، حتى انتصر وفتح الله عليه الفتوح ثم غابت، يقول أحمد شوقي :

قفي يا أخت يوشع حدثينا أحاديث القرون الغابرينا
يقول: يا شمس يا أخت يوشع.

وأبو تمام كذلك ضل في قصيدة له يثبت فيها أن الشمس ردت على علي ، يقول:

فرُدَّت علينا الشمس والليل راغم بشمس بدت من جانب الخدر تطلع
يتكلم في محبوبته لأنه عاشق ما انضبط مع الكتاب والسنة، يقول: لما ظهرت وطلعت الشمس من الخدر ونحن في الليل.

فو الله ما أدري علي بدا لنا فردت له أم كان في القوم يوشع
وقد أتى بها ابن كثير فقال: وهو كذلك لا يعرف يمينه من يساره، أو كما قال.

فهذه القصة مكذوبة باطلة، لا يجوز أن يرويها المسلم إلا على وجه التنبيه؛ لأنها باطلة ومكذوبة، فلم يرد الله الشمس لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وما فاتته صلاة العصر وهذه القصة يرويها أهل البدع في كتبهم بأسانيد: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40].



قصة علقمة وأمه



القصة الثانية: قصة علقمة وأمه، يرويها الخطباء في بعض المساجد، تقول القصة: إن علقمة كان عاقاً لوالديه، وكان يقدم زوجته على أمه، فحضرته الوفاة، فطلب من أمه أن تسامحه فرفضت، فانغلقت عليه الشهادة فما استطاع أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فذهبوا إلى أمه وقالوا: اعفي عنه، فقالت: لا. فذهبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فاستدعى أمه، فطلبها العفو فرفضت، قال: اجمعوا لي حطباً، قالت: ما تريد بهذا يا رسول الله؟ قال: أريد أن أحرق علقمة ، قالت: غفر الله لـعلقمة ، فذهبوا فوجدوه قد تشهد.

هذه القصة كذب وليست بثابتة، ولم يروها أحد من أهل العلم الموثوق بهم في الكتب المعتمدة، فلا يجوز للمسلم أن يرويها على المنابر، ويكفينا من الأحاديث الصحيحة والآيات الواضحة في القرآن عن بر الوالدين قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]. وفي الصحيحين : {أن رجلاً أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك } وبعض الناس يريد أن يكذب لكن ما عنده خبرة في الكذب، وما درس الكذب دراسة، فلذلك يسميهم ابن الجوزي : كذب الحمقى.

ومن ضمن كذبهم قالوا: أنه قام واعظ كذّاب يعظ الناس بعد صلاة العشاء، فقال من ضمن كلامه: اسم الذئب الذي أكل يوسف: نون. وما علم أن الذئب لم يأكل يوسف، لكن الواعظ نسي فكذب، فقالوا: سامحك الله! الذئب ما أكل يوسف قال: أجل هذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف!

وقد مر معنا أن قوماً من المحدثين اختلفوا هل سمع الحسن البصري من أبي هريرة ؛ أم لا؟ لأن الحسن البصري تابعي وأبو هريرة صحابي، فتساءل أهل الحديث فقال قوم: سمع، وقال آخرون: ما سمع، فقام أحدهم وقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "سمع الحسن من أبي هريرة "، والرسول صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يولد الحسن ! وهذا أمر معلوم، فكيف يقوله عليه الصلاة والسلام.

على سبيل هذه الخزعبلات التي يجب أن ينبه عليها -لأن بعض أهل الوعظ لا يملك أحاديث ولا آيات فيأتي بخزعبلات- ما ذكره ابن الجوزي قال: قام أحد الناس فتحدث في الناس في نعيم الجنة، لكنه لا يعرف الأحاديث الصحيحة فأتى بباطلة، قال: في الجنة كل شيء، فقال رجل منهم: كيف إذا اشتهى أهل الجنة العصيدة؟ فقال: صح في الأحاديث أن الله سبحانه وتعالى يرسل جبالاً من دقيق ثم يرسل عليها سيولاً، فتأخذها إلى قيعان الجنة، فتعصدها فيقول الله: يا أهل الجنة كلوا واعذرونا.



قصة ثعلبة ومنعه للزكاة


القصة الثالثة: قصة ثعلبة ومنعه للزكاة وهي كذب.

والقصة هي: أن ثعلبة قالوا: كان فقيراً، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يرزقني غنماً ومواشي، فدعا له الله، وكان قبل ذلك يسمى حمامة المسجد، من كثرة معاهدته للمسجد، فكثرت غنمه؛ فخرج من المدينة ؛ فأصبح لا يصلي إلا بعض الفروض فكثرت فابتعد، فأصبح لا يصلي إلا الجمعة، فكثرت فابتعد فأصبح يترك الجمعة، فأرسل له الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه الزكاة فرفض -أورد هذه القصة ابن كثير وابن جرير وابن الأثير وهي باطلة- فأرسل له صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة قال: لا صدقة لكم عندي، هذا المال ورثته كابراً عن كابر، فلما مات عليه الصلاة والسلام ندم ثعلبة ، فأتى بزكاته إلى أبي بكر وقال: خذها فقال أبو بكر : والله لا أقبلها وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى إلى عمر فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه القصة كذب، فإن إسنادها موضوع وهي تخالف نصوص القرآن والسنة.

يقول الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5] والله يقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]. والله يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

من أذنب وتاب؛ تاب الله عليه، المشرك وهو مشرك إذا أذنب وتاب تاب الله عليه، فكيف بمانع الزكاة؟! لهذا فإن هذه قصة باطلة لا يصح أن تروى إلا على وجه التنبيه.


قصة مغاضبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب


القصة الرابعة: مغاضبة الرسول صلى الله عليه وسلم لـعلي .

وقد سمعت بهذه القصة في بعض قرى الجنوب، يقول أحدهم -وهو كبير في السن، عمره في الثمانين-: يا بني! تغاضب علي والرسول عليه الصلاة والسلام -ولولا أني سمعتها في مواضع ما نبهت عليها- قلت: كيف تغاضبوا؟ قال: غضب علي رضي الله عنه على فاطمة بنت الرسول فسبها وسب أباها -أستغفر الله، وهذا الشايب الكبير نبه عليه فرفض يقول: لا. هذه صحيحة- فذهبت فاطمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: غاضبني علي ، فأرسل إليه فقال: يا علي ! اذهب وخذ هذه العصا وابحث لي في الغابة عن عصا مثل هذه العصا، فذهب، قال: فلما ذهب يبحث في الغابة ما وجد عصا مثل هذه العصا، ووجد شيخاً كبيراً خاف منه علي وفر -وهي قصة طويلة- فلما رجع قال: ما وجدت مثل هذه العصا، قال: أما هذه العصا فـفاطمة لم تجد في النساء مثلها، وأما الرجل الذي رأيته في الغابة ففرت منه فأنا، فلذلك أنا أشجع منك.

هذه لا تصح ولا تروى وقد كثرت من الخزعبلات، فعلى طالب العلم أن ينتبه؛ لأنه ربما كان في بعض النواحي آثار للابتداع والمغالاة في حب علي أكثر مما أنزله أهل السنة منزلته، رضي الله عنه وأرضاه، ونشهد الله على محبته، وأنه أمير المؤمنين، ومن المجاهدين، والصادقين، ومن الزهاد، والعباد، لكن لا نغلو ولا نفتري في سيرته، ولا نحمل سيرته ما لا تتحمل، فقد برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً، وهو رابع الخلفاء، ورابعهم في الفضل، وهو ابن عم محمد عليه الصلاة والسلام، ومنزلته من الرسول عليه الصلاة والسلام كمنزلة هارون من موسى.



قصة مكذوبة عن أبي بكر

القصة الخامسة: يوجد أثر يروى -وهو موجود في بعض الأشرطة- يقولون: أرسل الله جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فقال جبريل: {يا رسول الله! إن الله يقرئك السلام، ويقول: أقرئ أبا بكر السلام، وقل له: هل رضيت عني فإني قد رضيت عنك؟ فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أبا بكر وقال: إن الله: يقرئك السلام ويقول: هل رضيت عنه، فإنه قد رضي عنك؟ قال: نعم. ولكن والله لا آمن مكر الله، ولو كانت إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها }.

هذه قصة مكذوبة، إنما نبهت عليها لأنها موجودة في بعض خطب الجمعة لبعض الناس، هذه لا تصح وهي مخالفة للنصوص، وسندها باطل، ولم يحدث شيء من ذلك أبداً، فلينتبه إليها المسلم، وفيها ملاحظتان:

أولاً: الرجاء مطلوب، وأبو بكر صاحب رجاء.

ثانياً: هذه الصيغة لم ترد، وسندها واه جداً، بل لم يثبتها أحد من أهل الصحاح.



قصة دفن عمر في القبر


القصة السادسة: أن أحد الناس يقول: لما دفن عمر رضي الله عنه في القبر، أرسل الله إليه ملكين يسألانه، فاستيقظ عمر في القبر، وقال: من ربكما؟ من نبيكما؟ وما دينكما؟ قالوا: من قوة إيمان عمر سألهما بدلاً من سؤالهما إياه.

الأمر الأول: أن هذه قصة باطلة وسندها لا يصح.

الأمر الثاني: أن هذا الأمر من الله عز وجل لكل الناس، ولم يستثن به إلا من استثناه برحمة منه.

الأمر الثالث: من أخبر الناس أن عمر قام في قبره؟! قالوا: رئي في المنام، وهذه من تلفيقات بعض القصاص، ولم تصح أبداً ولم يرد ذلك في سند صحيح فليتنبه لها المسلم.



قصة مكذوبة عن معاذ بن جبل وأبي بكر الصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم



وجد شريط كامل فيه قصة وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث فيه رجل بصوت يظهر عليه أنه عامي، يتحدث بصوت يُبْكي لا يسمعه الإنسان إلا وهو يبكي، ولا يدري من القصة شيئاً، فهو يجعلك تبكي بالقوة، روى قصة يوم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن ، ثم أتت قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معاذ فرآه في المنام، قال: فقام معاذ في الصباح، فحثى التراب على رأسه وقال: واحبيباه! واخليلاه! واقرة عيناه! وهذا كذب على معاذ ، فمعاذ الله أن يحثي بالتراب على رأسه، ولن يفعل، بل هو حنيفاً مسلماً ولم يكن من المشركين، وليس بصاحب نياحة.

وأتى هذا القصَّاص بالخزعبلات، قال: فأتى معاذ من اليمن فطرق على أبي بكر الباب، قال أبو بكر وهو يبكي فوق الرسول صلى الله عليه وسلم: من بالباب؟

من الذي يذكرنا فقد الأصحاب؟

من الذي أبكانا على الأحباب؟

قال: أنا اخرج، قال: فخرج أبو بكر ثم أنشد أبو بكر قصيدة في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رد عليه معاذ بقصيدة، ثم ذهب إلى عمر وكلها قصائد غزل لـمجنون ليلى ولـكثير عزة ، وهذا هو العجيب! من ضمنها أبيات لا يصح أن تقال عن الصحابة، يقول:

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
وهذه أبيات مجنون ليلى في القرن الثاني، ومنها أيضاً هذه، ومع أنه لم يوردها في الشريط لكن من القصيدة المذكورة:

يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا
وإني لأستغفي وما بي غفوة لعل خيالاً منك يلقى خياليا
وهذا الشريط منتشر، وهو كذب، ولا يصح أن يروى ولا أن يستمع إليه؛ لأنه نسب إلى الصحابة ما برأهم الله منه، فهم عدول وأخيار، ويتعاملون بالكتاب والسنة، وفيهم زهد وصدق مع الله.

وما كان أبو بكر مثل العجوز وراء الباب يَبَكِي، بل قام بالسيوف المسلولة على المنبر على أهل الردة، وقال: [[والله الذي لا إله إلا هو! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للرسول عليه الصلاة والسلام لقاتلتهم عليه ]].

أبو بكر أخذ الراية يوم الجمعة ومكتوب فيها: لا إله إلا الله ونصبها، وأتى بقادة الجيوش خالد بن الوليد ، وعكرمة وأسامة ، ثم سلمهم الرايات لقتال المرتدين.

أتى أبو بكر يوم مات عليه الصلاة والسلام، وقد كان في مزرعة في العوالي ، وأتاه الخبر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأتى وعليه السكينة، عجباً من قلبك الفذ الكبير! تتهادى حاملات للرؤى، أتى يشق الصفوف، ودخل أولاً فسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مسجى، ثم كشف الغطاء عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد فارق الحياة -بأبي هو وأمي- ثم دمعت عينا أبي بكر الصديق على خد المصطفى وقبَّله، وقال: [[ما أطيبك حياً! وما أطيبك ميتاً! أما الموتة التي قد كتبت عليك فقد ذقتها، ولكن والله لا تموت بعدها أبداً ]] ثم خرج باتزان والمدينة تثور مثل القِدر إذا استجمع غليانه، كبار الصحابة ومنهم: عمر كان يخر على قدميه في الأرض خوفاً ووجلاً، وأتى أبو بكر وإذا عمر واقف بالسيف يقول: [[يا أيها الناس! ما مات الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أنه مات ضربت عنقه بهذا السيف، إنما سافر إلى الله مثلما سافر موسى إلى ربه، وسوف يعود إلينا ]].

فقام أبو بكر فقال: [[اسكت يا عمر ! ثم صعد المنبر فخطب خطبة ما سمع الدهر بمثلها، وقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حي لا يموت: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144] ]]. قال عمر : [[فوالله كأني أول مرة أسمع هذه الآية ]].

قام أبو بكر فدعا أسامة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام في مرض موته استدعى أسامة ، وكان عمر أسامة سبعة عشر سنة وبعض الناس عمره سبعة عشر سنة وهو لا يعرف إلا لعب البلوت والمراسلة وجمع الطوابع وليس عنده من المقاصد شيء، لكن أسامة يقود الجيش، ويفتح الفتوح.

محمد بن القاسم عمره سبع عشر سنة وفتح السند وقاتل داهر ملك السند ، وذبحه كذبح الدجاجة، وهدم الأصنام وفتح ما يقارب عشرين مدينة في جهات أفغانستان ، والسند والهند .

إن السماحة والنجابة والندى لـمحمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤدداً من مولد
كان ابن عباس يفتي هو صغير، والآن بعضهم لا يعرف كيف يصلي وعمره عشر سنوات، بل بعض الأطفال يتقلبون في السجود ويتمرغون وعمرهم اثنا عشر وعشر سنوات وكأنهم يسبحون في الماء في المسجد.

المقصود هنا: أن أبا بكر أعطى الراية أسامة ، قال الصحابة: يا خليفة رسول الله! لو أبقيت الجيش لأننا نخاف على المدينة ، يعني: وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كون جرحاً في قلب الأمة، ويخاف على العاصمة أن تهتز، فتحتاج إلى حراسة متينة للخليفة الجديد والحكومة الجديدة، فنرى أن يبقى الجيش هنا هذه الأيام، قال أبو بكر : [[والله! لو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة ، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأنفذن جيش أسامة ]].

فخرج أسامة وأبو بكر يكلم أسامة وأسامة على فرسه، وكان أسامة يمسك الفرس بلجامه لئلا لا يعدو ويستمع لكلام الخليفة، فأتى أسامة ليقفز من على الفرس ليركب أبا بكر ؛ لأن الخليفة أفضل منه وهو يمشي على الأرض، وأسامة القائد على الفرس.

قال أبو بكر : والله لا تنزل ولا أركب وما عليّ أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله. رضي الله عن سعيك ما اغبرت أقدامك؟! أنت مغبر أقدامك في سبيل الله منذ بدأ الإسلام، غبر قدمه، وأبكى عينه، وسلم دمه وماله في خدمة لا إله إلا الله.

إذاً: فقصة الوفاة التي تروى في هذا الشريط بهذا الأسلوب لا تصح.



قصة لربيعة الرأي


القصة السابعة: وهي من القصص المشهورة ويعرفها طلبة العلم، وهي مشهورة في بعض المذاهب، يقولون: كان ربيعة الرأي من علماء المدينة ، وكان قد خرج أبوه وأمه حامل به، فخرج أبوه يجاهد في سبيل الله، فمكث في الجهاد ثلاثين سنة، ثم أتى وقد أنجبت امرأته ولداً فنشأ هذا الولد - ربيعة - فتعلم العلم وأصبح معلم أهل المدينة ، وهو جالس في المسجد، فأتى والده فدخل المسجد وعجب من هذا العالم؟

أي: ربيعة وهو لا يعرف أنه ابنه، ثم ذهب إلى البيت فوجد امرأته عندها رجل وهو ربيعة وهو لا يعرفه، فقام يقاتله، قالت المرأة: من أنت؟

قال: أنا فروخ ، قالت: أنت والده وهذا ابنك.

هذه القصة أبطلها الذهبي ، وهي مذكورة في كتاب صور من حياة التابعين ، ولو أن مؤلف هذا الكتاب عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله عالم فيه خير كثير وعجيب، لكن هذه لا تثبت، بإسناد ثابت عن أهل العلم.


قصة مكذوبة عن توبة مالك بن دينار


القصة التاسعة: قصة توبة مالك بن دينار ، وهي موجودة في خطب الجمعة لبعض الفضلاء، وهي قصة باطلة.

يقولون: كان مالك بن دينار في شبابه جندياً وكان سكيراً يشرب الخمر كشرب الماء، وكان يترك الصلاة، ثم ماتت ابنته، فرآها في المنام كأن ثعباناً يطارده فالتجأ إلى ابنته -في قصة طويلة- فقام من النوم وهو يبكي، وهرع فزعاً خائفاً وجلاً، فتاب إلى الله، فهذه القصة باطلة وسندها لا يصح لأمرين:

الأمر الأول: أن مالك بن دينار صالح من صغره.

الأمر الثاني: أن مالك بن دينار لم يتزوج، ولم يكن له بنت، فالقصة هذه إذا سمعتها فلا تصدقها.


مدى صحة نسبة كتاب الحيدة إلى مؤلفه


ومن القضايا أيضاً كتاب الحيدة لـعبد العزيز الكناني لا يصح، إن هذا الكتاب أصله مناظرة، ولم ينقل ابن تيمية عنه، فمقصود ابن تيمية أن هذا الكتاب ألفه عبد العزيز الكناني ، لكن المحاورة التي جرت بين عبد العزيز الكناني والمعتزلة أو المأمون ليست بثابتة عند أهل العلم، ينكرها الذهبي وأمثاله، فـكتاب الحيدة هذا فيه نظر لأمور:

أولاً: أين سند الرواية؟

ثانياً: كيف أن الغالب دائماً هو عبد العزيز الكناني وذاك المبتدع هو المغلوب مع أن له حجج.

ثالثاً: من الذي شهد القصة فكتبها فما خرم حرفاً؟

رابعاً: يقول الخليفة: إن كان الحق معك يا عبد العزيز ! رجعت إليه، وإن كان مع خصمك عدت معه، وما رجع الخليفة والحق كان مع عبد العزيز الكناني .



أحاديث مكذوبة عن رسول الله


حديث أن الرسول كان مع الصحابة فخرجوا في غزوة فلما عادوا من الغزوة إلى المدينة قال: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر } هذا حديث باطل موضوع ولا يصح، بل الجهاد الأكبر هو الجهاد في سبيل الله؛ لأنك في سبيل الله تجاهد نفسك وتجاهد الكفار، وأما في بيتك فتجاهد نفسك وحدها، فلا يصح هذا الحديث إليه عليه الصلاة والسلام، ولينتبه له فهو حديث باطل.

أيضاً حديث: {من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ لم يزد من الله إلا بعداً } حديث باطل، بل معناه خطأ، بل الذي يرتكب المعاصي وهو يصلي أقرب إلى الله من الذي يرتكب المعاصي ولا يصلي، والصلاة لا تزيد صاحبها إلا قرباً من الله، ولا تزال الصلاة بصاحبها حتى يكون صديقاً وولياً من أولياء الله، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].




عدم صحة نسبة كتاب الصلاة للإمام أحمد


هناك كتاب للإمام أحمد بن حنبل اسمه: كتاب الصلاة ، لا تصح نسبته إليه وهو كذب، فالإمام أحمد لم يؤلف كتاباً عن الصلاة مستقلاً، وأسلوبه ركيك عصري، وقد نبه أهل العلم عليه أنه باطل، ولا تصح نسبته إلى الإمام أحمد .


عدم صحة ما نسب أن الذهبي حذر ابن تيمية من علم الكلام


نسبة كتاب أرسله الذهبي لـابن تيمية ينصحه ويحذره من علم المنطق لا يصح، وهو كذب، وقد بين كثير من الكتاب أنه لا يصح أن الذهبي أوصى ابن تيمية أن يترك علم المنطق أو يتعلم علم الكلام؛ لأن مقصود ابن تيمية أن يتعلم علم المنطق وعلم الكلام ليرد على أصحاب هذا الفن، فما كتب له الذهبي بذلك شيئاً.



قصة مكذوبة عن الإمام مالك وجلد القاذفة


تسمع بعض الناس يقول: أتت امرأة تغسل امرأة ماتت في المدينة ، فلما أتت تغسلها، قالت المُغَسِّلة للميتة: هذه زانية، فالتصقت يدها -عقوبة من الله- بجلد هذه الميتة، فذهبوا يسألون: فوقعوا على الإمام مالك ، فقالوا: قال الإمام مالك ، اجلدوها ثمانين جلدة -حد القاذف- وسوف تطلق يدها، فجلدوها ثمانين جلدة فانفكت يدها.

فهذه قصة مكذوبة ولا توافق الأصول ولا الأحاديث، ونسبتها إلى الإمام مالك خطأ.


بيان بعض القصص المكذوبة-لشيخ عائض القرني