خصومات نظافة المساجد 50% من النسر الماهر 0538555990

خصومات نظافة المساجد 50% من النسر الماهر 0538555990
اتصل الآن اتصل بنا خصم 50% وما من أعظم الخدمات في العمل على تنظيف بيوت الله ونحن لنا الشرف في القيام بتلك الخدمة العظيمة

عن الموقع

الإسلام دين الوسطية "وكذلك جعلناكم أمة وسطا " هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط

خصم 50% على نظافة المساجد

20‏/02‏/2014

لـو طهـــــرت قلوبنــــا ...


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
لـو طهـــــرت قلوبنــــا ...

ما كان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يقول مقالته البليغة: "لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله".
إلا وقد حقق ذلك عملاً وسلوكاً،

فما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه،

ورثى حسان بن ثابت عثمان فقال:
ضحوا بأشمط عنوان السجود له *** يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً

ونعته زوجه فقالت: "فوالله لقد كان يحيي الليل بالقرآن في ركعة".

إن الإقبال على القرآن والانتفاع به تلاوة وتدبراً وعملاً متحقق لأصحاب القلوب الحية
حيث قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37]

قال ابن القيم رحمه الله: "قوله:
{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} فهذا هو المحلل القابل والمراد بهالقلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 69-70] أي حي القلب.

فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال، فيجدها كأنها قد كتبتفيه، فهو يقرؤها عن ظهر قلب.

وقال تعالى
: " فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
[الزمر/22] .

أي : لا تلين لكتابه، ولا تتذكر آياته، ولا تطمئن بذكره بل هي معرضة عن ربها ملتفتة إلى غيره فهؤلاء لهم الويل الشديد والشر الكبير
" أولئك في ضلال مبين "
وأي ضلال أعظم من ضلال من أعرض عن وليه، ومن كل السعادة في الإقبال عليه وقسا قلبه عن
ذكره وأقبل على كل ما يضره ؟ .

ونبه ابن القيم في موضع آخر إلى أن سلامة القلب من شرور النفس ومكايد الشيطان يحقق الانتفاع والتأثر بالقرآن فقال في مشروعية الاستعاذة عند تلاوة القرآن:
"وقال لي شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يوماً:
"إذا هاش عليك كلب فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته، وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب فإذا استعاذ بالله من الشيطان بعد منه، فأفضى القلب إلى معاني القرآن، ووقعفي رياضه المونقة، وشاهد عجائبه التي تبهر العقول، واستخرج من كنوزه وذخائره ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت وكان الحائل بينه وبين ذلك النفس والشيطان، والنفس منفعة للشيطان سامعة منه فإذابعد عنها وطرد لمَّ بها الملك وثبتها وذكرها بما فيه سعادتها ونجاتها".

وقد قال تعالى: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة: 79]

فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة.

ولما كان سلفنا الصالح أصحاب قلوب حية وأفئدة طاهرة نقية من المعاصي والمحدثات انتفعوا بالقرآن فظهرت آثار تلاوته من وجل القلب واقشعرار الجلد ودمع العين.

قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2]

وقال سبحانه:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ}
[الزمر: 23]

وقال عز وجل: {إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
[مريم: 58]

كما تحقق لهم العلم النافع والفقه في دين الله تعالى، والرسوخ في علوم الشريعة.